فضل تلاوة القرءان وفضل حملته

جاء في فضل تلاوة القرآن الكريم وفضل حملته آيات كثيرة ، وأحاديث عديدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خصها بعض العلماء بالتأليف كالإمام النووي رحمه الله تعالى فقد ألف كتابا في ذلك سماه : التبيان في آداب حملة القرءان .


كما أن علماء الحديث جعلوا ضمن مصنفاتهم كتابا خاصا سموه : كتاب فضائل القرءان.


ومن تلك الآيات والأحاديث التي ذكروها ما يلي :


قال تعالى: ( إ ن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير )


وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه . أي : أفضلكم الذي جاهد نفسه في حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه وتفسير آياته ثم يعلمه غيره ويدعوا الناس إلى العمل به .


وفي الحديث : ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم أمته في الوعظ والإرشاد وتعليم الناس والعمل بأحكام الدين والاجتهاد في تفهيم الناس وتبصيرهم الطريق المستقيم .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران


وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل النافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر


وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إ ن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين .


أي : أن الله تعالى يرفع درجة أقوام ويشرفهم ويكرمهم في الدنيا والآخرة لإيمانهم بالقرآن الكريم وتعظيمهم شأنه وعملهم بمقتضاه مخلصين ذلك لله سبحانه ، ويضع درجة أقوام آخرين فيحقرهم ويذلهم ويخفض من قدرهم وهم من لم يؤمن بالقرآن أو آمن ولم يعمل به مخلصا .


وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . أي أن الله سبحانه وتعالى يصور القرآن يوم القيامة بصورة يراها الناس ، كما يجعل لأعمال العباد صورة ووزنا لتوضع في الميزان .


وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار.


وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.


وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه .


ومعنى الحديث : أن من عكف على قراءة كلام الله تعالى وحادث الله تعالى بألفاظه واستغرق في تلاوته حتى غفل عن طلب شيء من الله سبحانه ، منحه الله تعالى ما يريد ووهب له ما يتمنى وقضى حاجاته وسهل عسره وأناله آماله وأغدق عليه جليل النعم وأحاطه بسياج الحفظ والرعاية والكرم ومتعه بفضله وشمله برحمته .


وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الذي ليس في جوفه شيء من القرءان كالبيت الخرب .


وعن عبد الله عمر وبن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقال لصاحب القرءان : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .


وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما .


وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تلك السكينة تنزلت للقرآن .


وعن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ القرءان وعمل بما فيه، ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا .


ومعنى الحديث : أن الله سبحانه وتعالى يضع على رأسي والدي حامل القرآن الكريم يوم القيامة دررا لماعة متلألئة بديعة المنظر بسبب عنايتهما بتعليم ابنهما القرآن في صغره فكبر فعلم بما قرأ وأما الذي قرأ وعمل فأكسبه الله تاجا أبهى وثوابا أكثر .


وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله أوصني قال : عليك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله قلت : يارسول الله زدني قال : عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء


وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط .


وفي هذا يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله في مقدمة منظومته : طيبة النشر في القراءات العشر:


وبعد فالإنســــان ليس يشــــرف       إلا بما يحفظـــــــــه ويعرف


لذاك كـــــان حاملــــــوا القرءان       أشراف الأمة أولي الإحسان


وإنهم فـــي الناس أهـــــــل الله        وإن ربنا بهــم يباهــــــــــي


وقال في القرءان عنهم وكفـــى        بأنه أورثه من اصطفـــــــى


وهـو في الأخرى شافع مشفــع        فيـه وقولـه عليه يسمـــــــع


يعطى بـــه الملك مع الخلــد إذا        توجـه تاج الكرامـــــــــة كذا


يقرا ويرقـــى درج الجنــــــــان       وأبواه منه يكسيــــــــــــــان



ويقول الإمام الشاطبي في منظومته : حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع :


فيا أيها القاري بــه متمسكــــــــــــــا     مجلا له في كل حال مبجـــــلا


هنيئا مريئا والــداك عليهمــــــــــــــا     ملابس أنوار من التاج والحلا


فما ظنكم بالنجل عند جزائـــــــــــــه     أولئك أهل الله والصفوة المــلا


أولوا البر والإحسان والصبر والتقـى     حلاهم بها جاء القرآن مفصلا






ويقول الإمام أبو الحسن بن بري في منظومته : الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع


وبعــد فاعلم أن علــــم القرءان       أجمل ما به تحلـى الإنســـان


وخير ما علمه وعلمـــــــــــــه        واستعمل الفكر لـه وفهمــــه


وجاء في الحديث أن المهــــرة        في علمـــه مع الكرام البررة


وجـاء عن نبينـــــــــــــا الأواه        حملة القرءان أهـــــــــل الله


لأنـه كلامـه المرفـــــــــــــــــع        وجـاء فيه شافـع مشفـــــــع


وقد أتت في فضلـــــــــــه آثار        ليست تفي بحملهـــــا أسفار